في تعليق ساخر يبعث للوهلة الأولى على الابتسامة ، دوّن الدكتور “يوسف بن ضيف الله” بشكل عفوي، بعض الكلمات على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، لكن سرعان ما تفطنّ إلى أنّ تعليقه ليس إلاّ ترجمة لصورة قاتمة تعكس واقع قطاع يتألّم في صمت وهو المحمول على عاتقه تسكين الآلام.
الطبيب التونسي المقيم بفرنسا منذ ديسمبر 2017، و بعد أن حددّ مَكانه بأحد مستشفيات ضواحي العاصمة الفرنسية باريس دَوّن ما يلي:
“3 أطباء استعجالي تونسيون..
طبيب عظام تونسي…
طبيبا إنعاش تونسيان
طبيب قلب تونسي
طبيب جرّاح تونسي..
طبيب مختص في التصوير بالأشعة تونسي…
ناقص كان كسكروت عيّاري و حارّة مروّب قُدّام السبيطار مع الخمسة متع الصباح و تكتمل الصورة”.
الدكتور ” بن ضيف الله” أكدّ أنّه تفاجأ مساء السبت الماضي، أثناء مباشرة عمله كطبيب بقسم الاستعجالي بأحد مستشفيات ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، بأنّ الطاقم الطبّي العامل في تلك الليلة، كان معظمه يتكوّن من الكفاءات التونسية ومن مختلف الاختصاصات.
وأضاف أنّه لم يكن يدرك أنّ تدوينته الفايسبوكية ، ستنتشر بتلك السرعة و تتحوّل في وقت وجيز إلى محور نقاش بين عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منهم الأطبّاء، و تُثير مجددا، قضية هجرة الأدمغة.
الدكتور ” يوسف بن ضيف الله” و هو أحدُ خريّجي المدارس والمعاهد العمومية و الكليات التونسية، أكد أنه التحق بوزارة الصحة العمومية في مرحلة أولى، ثم بوزارة الدفاع في مرحلة ثانية، قبل أن يضطر لمغادرة البلاد وخوض تجربة جديدة بالمستشفيات الفرنسية.
المصدر : جوهرة أف أم