أكد الأستاذ في علم الفيروسات بكلية الصيدلة بالمنستير محجوب العوني، اليوم الخميس، أن التلقيح ضد فيرورس “كورونا” لن يكون جاهزا قبل جانفي 2021 على اللأقل، لأن عملية انتاجه تمر بعدة مراحل دقيقة تتطلب وقتا طويلا للتأكد من فاعليته وعدم تسممه.
وكشف العوني ، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن الصين أعلنت يوم 26 ماي الماضي أنها أكملت التجارب قبل السريرية المتعلقة بهذا الفيروس ومرت الى مرحلة التجارب السريرية الأولى التي وقع فيها تجريب اللقاح المقترح على 108 متطوعا وقد تمكنت من حصد نتائج إيجابية في هذا الصدد ومن المنتظر أن يقع تجريب هذا اللقاح على فئة أوسع تضم مئات الأشخاص المتطوعين .
وأوضح محجوب أن عملية انتاج التلقيح تنطلق عبر التجارب قبل السريرية التي يقع فيها تجريب اللقاح على الجرذان والقردة للتثبت من أن هذا التلقيح غير مسمم وقادر على تحفيز المناعة، أما التجارب السريرية التي يقع فيها تجريب اللقاح على الانسان فتمر بأربعة مراحل أساسية .
ويتم في المرحلة الأولى من التجارب السريرية تجريب اللقاح على 10 متطوعين لمتابعة أعراضه الجانبية فان لم تشكل هذه الأعراض أي خطورة على صحة الانسان يقع الانتقال الى المرحلة الثانية والتي يتم فيها تجريب اللقاح على المئات فالألاف من المتطوعين حيث يتولى في هذه المرحلة عدد من المخابر تجريب هذا اللقاح لمقارنة النتائج المتحصل عليها فيما بينها خاصة فيما يتعلق بإنتاج الأجسام المضادة لهذا الفيروس بجسم الانسان.
و أكد العوني أن المرحلة الثانية من التجارب السريرية تتطلب وقتا طويلا لتحديد الجرعة المناسبة من هذا التلقيح بالنسبة لكل الفئات العمرية وبالنسبة للفئات التي تعاني هشاشة صحية كالحوامل والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة قبل المرور الى المرحلة الثالثة وتجريب هذا اللقاح على مائات الالاف من الأشخاص.
وأضاف أن المرحلة الرابعة والأخيرة والمتعلقة بعملية الترويج الى هذا اللقاح بعد المصادقة عليه من قبل منظمة الصحة العالمية تخضع بدورها الى رقابة مستمرة، قائلا:” بعد ترويج اللقاح وتجريبه على الملايين من الأشخاص قد تظهر أعراض جانبية خطيرة له لم تظهر في التجارب السابقة لذلك تبقى عملية المراقبة مستمرة لعدة أشهر أخرى”.
وأفاد العوني بأن المخابر حول العالم تقدمت حاليا ب 120 مقترح تلقيح ،لكن الصين هي الأكثر تقدما في عملية انتاج هذه التلاقيح رغم المنافسة الشديدة لمخابر الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا لها والتي قطعت بدورها أشواطا مهمة في عملية انتاج التلقيح.
وشدد على أن منظمة الصحة العالمية لا تقبل مطلقا بالترويج لأي تلقيح قبل التثبت الدقيق من سلامته ونجاعته وعدم تشكيله أي خطورة على صحة الانسان ،قائلا : كلما طالت مدة انتاج التلقيح وتعددت التجارب السريرية وشملت جميع أنواع وشرائح البشر كلما وقع التثبت أكثر فأكثر من فاعلية اللقاح.”
المصدر: شمس أف أم