متفرقات

لماذا لا يكتسب صديقك النحيل وزنا إضافيا؟

هل لديك صديق نحيل يأكل أكثر منك ولا يحسب السعرات الحرارية ويبقى دائما نحيلا، في حين تعاني أنت من زيادة الوزن رغم جهودك الجبارة؟

في الوقت الذي يبدو من السهل بالنسبة لبعض الأشخاص المحافظة على نحافة أجسامهم، يصارع آخرون بشكل مستمر لمكافحة الوزن الزائد؛ ومن هذا المنطلق، أجرى باحثون دراسة طبية أرادوا من خلالها فهم الأسباب التي تجعل أوزان الأشخاص الذين يعيشون في بيئات متشابهة تتفاوت بشكل كبير.

وكشف فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج -في دراستهم التي نشرتها المجلة العلمية “بلوس جيناتكس”- أن العوامل البيئية الخارجية مثل تناول الأطعمة التي تحتوي على عدد كبير من السعرات الحرارية، واتباع نمط حياة خال من الحركة؛ تسهم في اكتساب الوزن الزائد والإصابة بالسمنة. ولكن العامل الوراثي يلعب دورا أساسيا في النحافة، حيث ثبت أن النحافة متعلقة بالجينات الوراثية تماما مثل السمنة المفرطة.

وأكد الباحثون أن الدراسات التي أجريت على العائلات والتوائم كشفت عن أنه بين 40 و70% من الاختلافات في وزن الجسم تعد وراثية. وتساءل الباحثون عما إذا كانت الجينات التي تؤثر على النحافة والجينات التي تؤثر على السمنة وجهين لعملة واحدة؟ وإذا كانت هناك اختلافات جينية مهمة بينهما؟ وذلك وفقا لمقال نُشر في مجلة “نيوزويك”، للكاتبة كاشميرا غاندر.

وللتحقق من هذا الأمر، قارن العلماء البيانات الوراثية التابعة لـ1622 شخصًا نحيلا (74% منهم أكدوا أن النحافة متوارثة في العائلة)، و1985 شخصًا يعانون من السمنة المفرطة، و10433 شخصًا آخرين لديهم وزن طبيعي ليكونوا بمثابة مجموعة المراقبة.

ولم يكتف الباحثون بتحديد المتغيرات الجينية المسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بالسمنة، بل اكتشفوا أيضا وجود مناطق وراثية جديدة مرتبطة بالنحافة أو زيادة الوزن. ثم قام الباحثون بحساب درجة الخطر الجيني للإصابة بالبدانة بناءً على هذه المتغيرات.
مخاطر جينية
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة إينيس باروسو من معهد ويلكوم سانجر البريطاني، التي شاركت في الدراسة، أنه “كما كان متوقعًا، وجدنا أن الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد لديهم درجة أعلى من المخاطر الجينية مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. وهذا يعني أن المتغيرات الجينية لا تعمل لصالحهم”.
ونقلت الكاتبة عن الدكتورة صدف فاروقي من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وهي مؤلفة مشاركة في هذه الدراسة، أن البحث قضى على الفكرة القائلة إن الأشخاص النحيفين “متفوقون من الناحية الأخلاقية كما يشير البعض”.
وأكدت فاروقي أن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يثبت أن الأشخاص النحيفين يتمتعون بلياقة بدنية جيدة لأنهم لا يحملون عبء الجينات التي تزيد من فرص إصابتهم بالوزن الزائد. وكتب الباحثون أن فهم كيفية تأثير هذه الجينات على حجم الجسم يمكن أن يمهد الطريق أمام العلاج عن طريق الأدوية.
وأضافت فاروقي أنه إذا تمكنا من العثور على الجينات التي تمنع اكتساب وزن إضافي، نكون حينها قادرين على استهداف هذه الجينات لإيجاد إستراتيجيات جديدة لإنقاص الوزن ومساعدة الأشخاص الذين لا يتمتعون بهذه الميزات.
وعلّق تيم سبيكتور، أستاذ علم الأوبئة الوراثية في كينجز كوليدج لندن في المملكة المتحدة، الذي لم يشارك في الدراسة، قائلا إن “هذه الدراسة تسلط الضوء على ما توصلنا إليه خلال 15 سنة الماضية من الدراسات التي أُجريت على التوائم، لا سيما أن علم الوراثة ثبت أنه عامل مهم في تحديد النحافة أو السمنة”.
وتؤدي السمنة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض، منها: أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، وداء السكري من النوع الثاني، والسكتة الدماغية.

المصدر نيو يورك