بعد أكثر من 5 سنوات من التجارب الحقلية والمخبرية، أصبح من الممكن اليوم الحديث عن إنتاج تونسي لحبوب “الكينوا” التي تمكّن الباحثون من تطوير زراعتها في العديد من جهات البلاد، بحسب الأستاذ بالمدرسة العليا للفلاحة، أحمد المرواني.
ويقول المرواني إنه بعد 5 سنوات من العمل والتجارب، تم خلال هذه السنة تحصيل نتائج مهمة في مجال إنتاج هذه الحبوب التي تمتاز بخصائصها الغذائية الفريدة، إذ هي نبتة غنية بالبروتينات والأملاح المعدنية، ولا تحتوي على الكثير من النشويات بما يجعلها طعاما متكاملا ومفيدا لعدة فئات من ذلك مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم وكذلك المرضى الذين يعانون من الحساسية تجاه عدد كبير من المواد الغذائية، ويحتاجون إلى حمية مخصوصة على الدوام.
وأعلن المراوني أنه سيتم، بداية من شهر سبتمبر القادم، عرض المنتوج التونسي لـ”لكينوا” بأسعار تفاضلية تبلغ نصف ثمن المستوردة منها، مشيرا إلى تحقيق نجاح كبير في إنتاج “الكينوا” في تونس بمعدل حوالي 18 قنطارا في الهكتار الواحد مع إمكانية تجاوز هذا السقف بكثير إذا ما توفرت الظروف المناخية الملائمة لزراعتها، وفق قوله.
ويبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من الكينوا المحلية حوالي 35 دينارا مقابل 65 دينارا للمستوردة، وهو ما يبشر برواج كبير للمنتوج التونسي، وبإقبال الفلاحين على إنتاجه خلال السنوات القادمة، وفق ما أكده عدد من الفلاحين ممن أجروا هذه التجارب الزراعية.
يشار إلى أن تجربة زراعة هذه النبتة النادرة ذات الفوائد الكبيرة سجلت نجاحا في عدة ولايات بالبلاد وخاصة في باجة وبنزرت والقيروان. وكانت سيدي بوزيد سباقة في زراعة “الكينوا” إذ أجريت التجربة الاولى في 12 مارس 2017 في عمادة الصداقية ، والتجربة الثانية في 14 اكتوبر 2017 في منطقة الذراع بقمودة.
ورغم أن التجربتين كانتا في تربة مختلفة وفي مياه مختلفة من حيث درجة الملوحة إلا أنهما سجلتا نجاحا طيبا، وفق ما أكده رئيس اتحاد النقابات الزراعية بسيدي بوزيد، محمد منصف حمدوني، على هامش يوم اعلامي انتظم في موفى مارس المنقضي للتعريف بنبتة “الكينوا”.
يذكر أن زراعة نبتة الكينوا، التي تم جلبها من أمريكا الجنوبية، توفر للفلاح الاقتصاد في الماء، مقارنة بمختلف الغراسات الاخرى، وتتحمل هذه النبتة التغيرات المناخية الصعبة، وتتوفر على عديد الفوائد الصحية والغذائية والجمالية حيث تدعى “النبتة المقدسة”، وأصبحت مادة مطلوبة في العالم ومرتفعة الثمن.