خيب النجم الساحلي ظن جمهوره الذي خرج من الملعب الاولمبي بسوسة يجراذيال الخيبة بعد الانسحاب المرير من رابطة ابطال افريقيا لكرة القدم امام الغريم التقليدي الترجي الرياضي بخسارة مضاعفة ذهابا )1-2) وايابا (0-1) ليخرج فريق “جوهرة الساحل” من المسابقة القارية بيد فارغة واخرى لا شيء فيها ويخسر بالتالي اول رهاناته في الموسم الرياضي الجديد.
النجم الساحلي في نسخته الحالية اكد انه لا يملك مقومات الفريق البطل برصيد بشري محدود خصوصا في الخط الامامي ما ساعد دفاع الترجي الرياضي الذي لعب بشكل منظم للغاية وانضباط تكتيكي كبير على احتواء جميع محاولات البناء الهجومي لابناء المدرب شهاب الليلي الذين لم يدخروا جهدا من اجل كسب ورقة التاهل غير ان الروح والاصرار لوحدهما لا يكفيان متى غابت الامكانيات الفنية والحلول التكتيكية.
المواجهة المزدوجة امام فريق “باب سويقة” اظهرت بالكاشف ان النجم الساحلي يعاني من نقص فادح على مستوى العمق الهجومي، فأمين الشرميطي كان تائها ومنعزلا في المباراتين في ظل غياب المساندة من الخلف وعدم قدرة عناصر الوسط على صنع اللعب والتدرج بها نحو المناطق الامامية فضلا عن كون طبيعة البنية الجسمانية للشرميطي بقصر قامته لم تشكل ثقلا على ثنائي محور الترجي الرياضي شمس الدين الذوادي وخليل شمام في وقت ركز فيه زملاء عمار الجمل على اللعب المباشر والكرات العالية التي لم يجد دفاع “الاحمر والاصفر” اي صعوبة في التقاطها وتشتيتها.
ولا يمكن هنا لادارة النجم الساحلي الا ان تلوم نفسها على هذا الوضع الهجومي للفريق بعدما فشلت على امتداد الميركاتو الصيفي في تعزيز القائمة الافريقية بمهاجم من العيار الثقيل قادر على احداث الفارق مكتفية بالاعتماد على خدمات امين الشرميطي والمصري عمرو مرعي الذي لا يملك مواصفات المهاجم القناص داخل الصندوق. وقد جاء التعاقد مع راس الحربة احمد العكايشي في صفقة انتقال حر بعد فسخ عقده مع فريقه السابق اتحاد جدة السعودي بصفة متاخرة جدا بعد انتهاء فترة القيد.
الترجي الرياضي استمد قوته ايضا من صلابة خط وسط ميدانه الذي قطع بمثلث ارتكازه الكاميروني فرانك كوم والايفواري فوسيني كوليبالي وغيلان الشعلالي كل الطرق والمنافذ امام النجم الساحلي وشكل هذا الثالوث بلياقته البدنية العالية وحسن تمركزه وتقاسم الجيد للادوار جدارا عازلا ليكسب ام المعارك وينجح في وأد جميع التصورات الهجومية لمنافسه.
وقد تاكد مجددا ان النجم الساحلي يشكو منذ مغادرة فرانك كوم من خلل في خط الوسط وبقي محمد امين بن عمر “يتيما” في منتصف الملعب في غياب عناصر قادرة على كسب المواجهات الثنائية عند الدخول في احتكاكات مباشرة مع الخصم وتامين عملية افتكاك الكرة والمساهمة في صناعة الهجمة ورغم التعاقد مع المخضرم كريم العواضي في فترة التنقلات الصيفية الا ان دار لقمان بقيت على حالها واتسم الاداء بانعدام التوازن.
وفي قراءة لمجريات المواجهتين، قد يصح القول ان النجم الساحلي اهدر فرصة تاهله خلال لقاء رادس بعدما عجز عن استثمار الظروف النفسية الصعبة التي كان يعيشها الترجي الرياضي اثر خروجه من بطولة الاندية العربية البطلة معتمدا على رسم تكتيكي دفاعي مبالغ فيه كاد ان يعطي اكله لولا الخطإ الكارثي للحارس اشرف كرير الذي تعددت هفواته القاتلة في المواعيد الهامة وكانت سببا مباشرا في خسائر موجعة على غرار ما حصل في الدور النهائي لكاس تونس امام النادي الافريقي ما يطرح اكثر من سؤال حول مدى قدرته على حماية عرين الفريق.
وجاءت هذه الخيبة الجديدة لتقيم الدليل ايضا على الهشاشة النفسية التي اضحى يعاني منها لاعبو النجم الساحلي بعدما خسروا خلال المواسم الاخيرة جميع مبارياتهم الكبيرة والحاسمة بطريقة تبعث على الحيرة بداية من نهائي بطولة 2017 امام الترجي الرياضي برادس 0-3 مرورا بنصف نهائي رابطة ابطال افريقيا امام الاهلي المصري بسداسية تاريخية وصولا الى الهزيمة الثقيلة امام النادي الافريقي 1-4 في نهائي كاس تونس 2018.
وبعد وقوع المحظور يتعين على النجم الساحلي بهيئته المديرة واطاره الفني اعادة ترتيب البيت وحسن التصرف مع الفترة القادمة لتفادي خيبات اخرى في سباقي البطولة والكاس العربية للاندية البطلة في انتظار الميركاتو الشتوي لغربلة الرصيد البشري وانتداب لاعبين قادرين على تقديم الاضافة وتلبية طموحات الانصار ليس على مستوى المراهنة على الالقاب وانما من حيث التتويج بها.
المصدر الصريح