حققت تجربة التعليم العالي عن بعد التي اعتمدتها تونس خلال فترة الحجر الصحي العام، نجاحا تراوحت نسبته بين 70 و80 بالمائة في الوقت الذي أعلنت فيه بعض الدول ذات المنظومات التعليمية المتقدمة فشلها في ذلك، وفق وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم شورى.
وأوضح شورى في حوار مع وكالة تونس افريقيا للأنباء، أنه تقرر بعد هذا النجاح، إدراج التعليم عن بعد ضمن المشاريع الكبرى للحكومة التونسية، بما يكمل التعليم الحضوري ولا يعوضه.
وسيتواصل تأمين التعليم عن بعد، بالتوازي مع العودة التدريجية للطلبة يوم 8 جوان 2020 بالنسبة للطلبة الذين لن يكونوا من بين الفوج الأول للعائدين للمحافظة على التواصل البيداغوجي مع الأساتذة.
وأضاف الوزير قوله “حققنا إلى حد ما نجاحات رغم الاليات المحدودة، وتم توفير الولوج إلى المنصات التعليمية والشبكات، مجانا لفائدة الطلبة، وذلك بالتنسيق مع مشغلي خدمات الانترنات الثلاثة في تونس، غير أن الابحار عبر مواقع إضافية قد يدرجها الأستاذ في الدروس كان بمقابل”.
وأفاد أنه تم بتدخل من وزارة التعليم العالي لدى مشغلي الانترنت، وبالتنسيق مع وزارة المالية، تمتيع 80 ألف طالب من المنتفعين بالمنح الجامعية والمنحدرين من عائلات لايتجاوز دخلها الأجر الأدنى، بربط مجاني بالانترنت بسعة 10 جيغا.
وأوضح ان الوزارة لاحظت نقصا في المعدات الإعلامية وفي الشبكات حتى داخل المؤسسات الجامعية وعلى مستوى المكونين، مؤكدا انه سيكون هناك مشروع كامل للدولة يخص التربية والتعليم العالي وكذلك التكوين المهني وبعض القطاعات الأخرى التي تحتاج إلى التكوين والتغطية بشبكات الانترنت في البلاد وضمان حق الطالب في التغطية مهما كانت الجهة التي ينتمي اليها.
وأشار الى صعوبة اللجوء في بعض الاختصاصات إلى التعليم عن بعد كالموسيقى والمسرح والرياضة، قائلا “لم نكن متهيئين لذلك تماما خاصة وأن بعض الأساتذة والطلبة لم يكونوا بدورهم مهيئين للتدريس أو الدراسة عن بعد ولم يكن بسيطا قبول هذه الفكرة”.
وقد ارتفع عدد الطلبة المسجلين في المنصة الرقمية لجامعة تونس الافتراضية من 40 ألف طالب سابقا إلى 120 ألف طالب من مجموع 230 ألف طالب بالجامعات التونسية، عندما تقرر اعتماد التعليم عن بعد وتوسيع عدد الجامعات وعدد الطلبة المنتفعين رغم بعض الإشكاليات التقنية التي تم تلافيها بسرعة، حسب الوزير.
كما سجل 13 ألف أستاذ جامعي على المنصة من بين 22 ألف أستاذ بالجامعات التونسية في الجملة، حسب وزير التعليم العالي الذي أشار إلى أنه تم فسح المجال أمام الجامعات لاستعمال المنصة الرقمية لجامعة تونس الافتراضية أو غيرها من المنصات الأخرى كغوغل وميكروسوفت.
واستكمل 30 ألف طالب ينتمون إلى مؤسسات خاصة للتعليم العالي برنامجهم الدراسي عن بعد، بعد ان اعتمدت هذه الجامعات منظومة التعليم عن بعد.
وأكد شورى استعداد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للاعتماد التعليم عن بعد مجددا في حال عودة موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، وإقرار حجر صحي شامل من جديد، في أسوإ السنياريوهات، مبينا ان الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارات المالية وتكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي والتنمية والاستثمار والتعاون الدولي على إمكانية تمكين كل الطلبة من حواسيب بأسعار معقولة وربط بشبكة الانترنات.
(وات)