تردّد في الأيّام القليلة الماضية بين مربّي المواشي بعدد من معتمديّات ولاية سوسة خبر تسجيل حالات إصابة ونفوق عدد من الخرفان بسبب انتشار مرض “اللّسان الأزرق” حيث توجّه عدد من الفلاّحين من مربّي الماشية بمعتمديّات القلعة الكبرى وكندار وسيدي بوعلي والنّفيضة بنداء استغاثة طالبوا من خلاله السّلط والجهات المعنيّة وعلى رأسها مندوبيّة التّنمية الفلاحيّة بسوسة للتدخّل الفوري والكشف عن القطيع لتطويق المرض المذكور واتّخاذ التّدابير الواجبة للحدّ من انتشاره في صفوف قطيع الماشية بعد ثبوت تسجيل حالات وبائيّة وإصابات أكّدتها خبرة بعض الفلاّحين فضلا عن عمليّات تشخيص ومتابعة من قبل بياطرة خواصّ.
موقع “الصّباح” سعى إلى الوقوف على حقيقة الوضع ومدى صحّة ما يروج من أخبار من خلال الحرص على الحصول على المعلومة من مصدر رسميّ غير أنّه تعذّر ذلك بسبب امتناع الجهات الرّسميّة وعلى رأسها مندوبيّة التّنمية الفلاحيّة عن الإدلاء بأيّ تصريح قبل حصولنا على ترخيص مسبق من قبل سلطة الإشراف، وهو موقف لم نتفاجأ به إذ اعتدنا عليه منذ سنوات، فكلّما قصدنا مندوبيّة الفلاحة تنتهج سياسة النّعامة وتتفنّن في حجب المعلومة.
أمام هذا الموقف وهذا الصدّ وحرصا على توفير المعلومة اتّصلت “الصّباح” بعدد من الفلاّحين المتضرّرين مقتفية أثر المعلومة من مصادر متنوّعة، حيث أكّد كلّ من الفلاّحين سالم المثلوثي وطارق عبودة بمنطقة بلعوم من معتمديّة القلعة الكبرى تسجيل عدد من الإصابات بالمرض المذكور بين القطيع الذي يملكانه وقطيع على ملك فلاّحي الجوار أسفرت في مجموعها على نفوق 50 خروفا إلى حدّ اليوم(أمس).
وأضاف المثلوثي أنّه اتّخذ اجراءات وقائيّة من خلال عزل 5 خرفان لظهور ذات العلامات التي أصابت وأودت إلى نفوق 12 خروفا من خرفانه وهو ما أكّده طارق بن البشير عبودة الذي كشف عن إصابة 6 من خرفانه بهذا المرض.
محمود صمعيّة طبيب بيطريّ خاصّ بجهة طنطانة ومكلّف بمراقبة المسلخ البلديّ بالقلعة الكبرى بين في تصريح لـ”الصباح” أنّه وإلى حدّ اليوم (أمس) لم يسجّل إصابات في القطيع الوافد على المسلخ. وأكد صمعيّة على سلامة اللّحوم وخلوّها من أيّ وباء مؤكّدا على أنّه سيلتزم بكثير من الحذر واليقظة عند مراقبة الذبيحة.
وبيّن البيطريّ أنّ مصالح مندوبيّة التنمية الفلاحيّة لم توجّه مراسلة لإشعار البياطرة بتسجيل حالات اشتباه أو دعوتهم إلى تكثيف عمليّات المراقبة في حين كشف طبيب بيطريّ خاصّ معروف بالجهة عن أنّه وأثناء عمله الميدانيّ اليوميّ أمكنه وإلى حدّ اليوم (أمس) تسجيل 150 حالة إصابة بمرض “اللّسان الأزرق” في صفوف قطيع لفلاّحين بمناطق مختلفة من معتمديّتي القلعة الكبرى وكندار. وأرجع البيطريّ أسباب ظهور هذا المرض إلى ما اعتبره “تقصيرا واضحا واستهتارا من قبل مندوبيّة الفلاحة ومصالحها البيطريّة” التي – وعلى حدّ تأكيده – لم توفّر التّلاقيح ولم تقم بتلقيح القطيع بالجهة منذ ما يزيد عن سنتين متعاقبتين، وهو ما يجعل من امكانيّة الإصابة بالمرض واردة جدّا…
شهادة البيطريّ دعّمها رئيس الاتحاد المحلّي للفلاحة بالقلعة الكبرى السيّد المثلوثي الذي أكّد أنّه لم يجر تلقيح قطيع الماشية ضدّ مرض “اللّسان الأزرق” منذ عامين رغم اشعار الجهات المعنيّة منذ السّنة الفارطة عندما تمّ التفطّن إلى وجود بعض حالات الإصابة. ودعا المثلوثي الجهات الرّسميّة إلى تحمّل مسؤوليّاتها والتّعامل مع الوضع بكلّ وضوح وبكثير من المسؤوليّة وذلك بالتّعجيل بتوفير التّلاقيح الضّروريّة والإذن بالانطلاق في حملة تلقيح واسعة ضدّ هذا المرض، متعهّدا بالتزام خليّة الإرشاد الفلاحي بإحكام التّنسيق بين البياطرة الخواص ومربّي الماشية بالجهة وبالمتابعة الحينيّة بهدف الحدّ من انتشار هذا المرض وحماية لمصالح الفلاّحين.
المصدر الصباح