انطلق خلال الأسبوع الجاري فريق حفرية “قصر السيّدة” بالمنستير برئاسة باحث الآثار بالمعهد الوطني للتراث والمسؤول عن الحفرية فتحي البحري في إنجاز سبر على مستوى الركن الشمالي الغربي للموقع الأثري “قصر السيّدة”.
وأوضح فتحي البحري أنّهم يعملون حاليا خارج القلعة العسكرية ذات الأبراج المثمنة، وذلك قصد البحث عن المسجد الأغلبي، موضحا أنّ كلّ الفخار الذي وجدوه إلى غاية الآن يعود إلى العهد الفاطمي والزيري باستثناء شذيتي فخار من العهد الأغلبي.
كما أشار أيضا إلى وجود شظية من الفخار الفاطمي ذو البريق المعدني وهو من أفخر الأنواع الذي انتشر خاصة في العهد الفاطمي وهو موجود في واجهة جامع عقبة ابن نافع بالقيروان.
وأفاد أنّهم وجود آثار بناية وبقايا فخار أغلبي، مرجّحا أنه يحيل إلى الحقبة الأغلبية علاوة على أنّهم وجدوا في الركن الشمالي الغربي للموقع بئرا أو خزان ماء، لافتا إلى أنّهم بصدد إزالة طبقة كبيرة من التراب، قائلا “هناك إمكانية لوجود بناءات أخرى قرب المسجد تعود إلى العهد الأغلبي”.
وأضاف أنّ أنّهم يبحثون عن بقايا الحيّ الأغلبي إن كان موجودا أو ما وجد في العهد الفاطمي من أبنية.
وكان الفريق اكتشف قبل ذلك حيا حرفيا لصنع الحلي الزجاجي للنساء داخل القلعة العسكرية التي تحوّلت إلى حيّ حرفي بعد أن فقدت وظيفتها العسكرية والتي بنيت على المسجد الأغلبي علاوة على أنّهم اكتشفوا مكانا لصنع الفخار.
وأوضح باحث الآثار والمسؤول عن حفرية “قصر السيدة” فتحي البحري أنّه عند إقامة أسس البناء يكون الخندق أكبر من تلك الأسس وفي الفراغ المتبقي يضعون مخلفات البناء التي يجدون فيها الفخار والأدلة الأثرية التي يعرفون منها تاريخ تشييد المباني.
وقال “بعد أن قمنا بسبر من الخارج من جهة المحراب لاحظنا أنّ حائط القلعة العسكرية شيّد فوق المحراب ووجدنا بين الجدار الذي شيّد في العهد الفاطمي للقلعة وحائط المسجد الأغلبي فواضل بناء عثرنا فيها على فخار يعود إلى أواسط القرن الرابع هجري الموافق لأواسط القرن العاشر ميلادي”.
ويشمل قصر السيّدة مكوّنات تعود إلى الفترة الأغلبية خلال القرن التاسع الميلادي والفترة الفاطمية في القرن العاشر ميلادي والفترة الزيرية أو الصنهاجية في القرن 11 ميلادي والفترة الحديثة.
وتعدّ مختلف الاكتشافات في هذا الموقع هامّة جدّا إذ تسمح بإعادة قراءة تاريخ مدينة المنستير التي كان يعتقد أنّ العمران السكاني وسط المدينة انطلق مع تشيد الرباط الكبير رباط هرثمة بن الأعين سنة 796 ميلادي.
المصدر : وات