تشرع تونس في بداية سنة 2020 في تنفيذ تجربة نموذجية لادراج التربية الجنسية ضمن المناهج الدراسية، تشمل 5 مدارس ابتدائية وما بين 10 و15 مدرسة اعدادية ومعهد ثانوي، موزعة على 13 ولاية من بينها ولايات تونس الكبرى، حسب ما صرحت به منسقة برنامج الشباب بصندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس، ألفة لزرق.
وأفادت لزرق يوم الاربعاء المنقضي ان منهج التربية الجنسية، الذي سيكون تحت تسمية “التربية على الصحة الجنسية” لن يتم ادراجه في مادة منفصلة بل تم الاتفاق بين مختلف شركاء هذا المشروع التي تشرف على تنفيذه وزارة التربية، على توزيعه على مواد اللغة العربية والفرنسية بالنسبة للمرحلة الابتدائية والتربية المدنية وعلوم الحياة والأرض بالنسبة للمرحلتين الاعدادية والثانوية.
وبينت لزرق، خلال لقاء اعلامي نظمه الصندوق بتونس لتسليط الضوء على ابرز انشطته خلال السنوات الاخيرة، ان الهدف الأول للتربية الجنسية الشاملة يتمثل في أن يمتلك الأطفال والشباب المعارف والمهارات والقيم التي تمكّنهم من إجراء خيارات مسؤولة في حياتهم الجنسية وفي علاقاتهم الاجتماعية.
ولفتت إلى أن مناهج التربية الجنسية ستدرج عبر “نقاشات لتصحيح المفاهيم المغلوطة بغية إمداد الشباب والمراهقين بالمعلومات الجنسية الصحيحة عملياً لتكوين أفكار إيجابية واكتساب مهارة اتخاذ قرارات مسؤولة ومبنية على المعرفة”.
فالعديد من افراد المجتمع وخاصة المراهقون والأطفال يجهلون علوم وحقائق الجنس ما يجعلهم يلجأون إلى مصادر “غير آمنة ” لاكتشاف هذا العالم كالأفلام الإباحية أو تلقي أفكار مغلوطة من الأصدقاء.
وسيتم ادراج التربية الجنسية اعتباراً من السنة التحضيرية لمن هم في سن 5 سنوات الى غاية سن 18 وذلك طبقا لثماني مراحل حسب تطور المفاهيم لدى الناشئة اذ تكون الدروس بالنسبة للسنة التحضيرية مبسطة وتحمل بالأساس رسائل “توعوية” ترمي إلى حمايتهم من “التحرش”، على أن تتطور هذه المناهج مع تقدم العمر وتشرح بأسلوب ملائم ثقافيا، وفق ما بينته ذات المسؤولةً مشيرة الى انه تم اعداد الدليل المرجعي لمضامين ذه المناهج بالتعاون مع مختلف الاطراف المتدخلة.
وتم في اطار هذ المبادرة، المنجزة بالشراكة مع المعهد العربي لحقوق الإنسان وصندوق الأمم المتحدة للسكان والجمعية التونسية للصحة الإنجابية، الانطلاق في تكوين متفقدين بداغوجيين، حتى يقوموا بدورهم بتكوين الاساتذة والمعلمين، وتكوين عدد من المعلمين على الوسائل البيداغوجية، وفق ما اكدته لزرق مشيرة الى انه سيتم تخصيص بعض الخبراء لمرافقة المعلمين والاساتذة في تلقين هذه المناهج.
وكان وزير التربية حاتم بن سالم قد أعلن، في شهر نوفمبر المنقضي، أن التربية الصحية الجنسية ستدرس لتلاميذ المدارس ابتداءً من العام المقبل، “في إطار خطة تربوية لوقاية الأطفال وحمايتهم وتسليحهم ضد المخاطر التي قد تحيط بهم بسبب جهلهم هذه المسائل”.
المصدر: راديو ماد