صور صادمة لزاوية سيدي علي المحجوب بمدينة قصور الساف من ولاية المهدية.. هذا المعلم الأثري الذي كان إلى وقت قريب يحظى برمزيّة، وقيمة تاريخية هامة تحوّل بفعل الإهمال إلى اسطبل للخرفان، وقنّ للدجاج.. “الشروق” بحثت في الموضوع.
ووفق عدد من المصادر التاريخية فإن الوليّ الصالح سيدي علي المحجوب المدفون بمدينة قصور الساف هو ابن الشيخ أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن أبي القاسم، ويعود نسبه الأعلى إلى العائلة الحسنية الهاشمية. درس، وأخذ طريقة التصوّف عن الوليّ الصالح سيدي علوان، وسيدي محمد بن جابر قبل أن ينتصب للتدريس، واستقبال الزوّار، والغرباء وإطعامهم. وقد استُشهد في الدّفاع عن المهدية في 10 سبتمبر 1550 ضد الإسبان. حيث ورد في كتاب «نزهة الأنظار» أنه «قاتل قتالا شديدا بنفسه، وبجواده حتى أنه يأتيه الكفّار من خلفه فيرفسهم جواده بسنابكه فيقتلهم». وتفيد رواية أخرى بأنه دفن أمام «السقيفة الكحلاء» ثم نُقل رفاته سنة 1927 إلى بلدته قصور الساف. وعبّر الأستاذ محمد حواص ممثل المعهد الوطني للتراث في تصريح لـ»الشروق» بداية عن أسفه للوضعية الرثّة التي أصبح عليها هذا المعلم الأثري، مشيرا إلى أن المعهد قام يوم أمس في نطاق متابعته لأشغال ترميم زاوية أخرى بالمنطقة بمعاينة زاوية سيدي علي المحجوب، والتقاط صور لها قبل توجيه مراسلة إلى رئيس بلدية قصور الساف، ومعتمد المدينة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحمايتها من الإهمال، وتحديد من سيتولّى الإشراف عليها باعتبارها كانت تابعة سابقا حسب معلوماته إلى جمعية صيانة مدينة قصور الساف.
ومن جهته قال عبد الحميد البوزيدي رئيس بلدية قصور الساف لـ»الشروق» إن البلدية عاينت بدورها هذا المعلم الأثري.وتم تحديد جلسة مع المعهد الوطني للتراث بداية الأسبوع المقبل للشروع أولا في عملية جرد لكلّ مكوّنات المعلم، ومحتوياته، ووضع برنامج لتنظيفه، وصيانته، والنظر في امكانية تثمينه، واستثماره في المجال الثقافي، والسياحي بالتعاون مع كل الجهات الممثلة لمعهد التراث، أو الشؤون الدينية، أو البلدية.
المصدر الشروق