ينتظر ان تمكن الجهود الرامية الى دعم منظومات الإنتاج في قطاع الزيتون البيولوجي عبر تكثيف عمليات التحسيس والإرشاد من بلوغ مساحات غابات الزياتين البيولوجية بولاية المنستير الى 20 ألف هكتار خاصة وأنّ قطاع الزيتون البيولوجي يعد من القطاعات الواعدة بالجهة وفق ما أوضح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء رئيس قسم الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية محمّد الوهيبي.
وابرزح الوهيبي أهمية العمل خاصة على منظومات الإنتاج كمنظومة متكاملة أي الاشتغال على كامل سلسلة الإنتاج وعدم الحديث عن الإنتاج أو التحويل أو التعليب أو الترويج كلّ على حدّة علاوة على ضرورة وجود علاقة تعاقدية بين المنتج والمحول والمعلب لتكون العلاقة متكاملة وتشمل المنفعة جميع الأطراف.
ويؤكد على ضرورة توجيه الفلاحيين الصغار الى الانضواء في منظومة إنتاج الزيت البيولوجي وتطوير الجودة التي تنطلق من إنتاج الزيتون إلى جنيه ونقله وتحويله وخزنه وتعليبه وذلك من خلال إحداث شركة تعاونية لتأطير صغار الفلاحيين وتوعيتهم ولتتكفل بتقريب الخدمات لهم وتسهل عملية التزويد والترويج.
وانطلقت أوّل تجربة للزيتون البيولوجي بولاية المنستير سنة 2003 وذلك ببادرة شخصية لفلاح بالساحلين كان يعيش في الخارج وكان يؤمن بأهمية الفلاحة البيولوجية منطلقا بمساحة تبلغ 10 هك حيث عمل على إنتاج الخضروات البيولوجية تحت البيوت الحامية .وقد تطورت اليوم مساحات غابات الزيتون البيولوجي بالجهة إلى 7200 هك بفضل البرامج الارشادية والتحسيس والتوعية الى جانب تشجيعات الدولة التي ساهمت بصفة مستمرة في تطوير هذه المنظومة.
وتجاوز عدد الفلاحين حاليا الذين انخرطوا في منظومة انتاج الزياتين البيولوجية 460 فلاحا ابرموا عقود إنتاج مع أصحاب معاصر بيولوجية وهو عدد قابل للتطور إذ يحصل الفلاحون على نسبة مضافة مقارنة بالمنتوحسب العادي للزيتون. واكد محمّد الوهيبي انه سيتم تطوير هذه العقود لتكون لها مردودية أكثر بالنسبة إلى المنتج الصغير بما يؤمن تحقيق عدالة في لتقسيم الأرباح بين المنتج والمصدر لتكون للفلاح نسبة ارباح تغطي تكلفة الإنتاج .
وانضوى العديد من الباعثين الشبان تحت هذه المنظومة البيولوجية ولهم اسهام ملموس إذ أنّهم بصدد تطوير المنتوج البيولوجي التونسي وتحسينه وإعطائه قيمة مضافة خاصة وان تثمين المنتوج يسهل عملية الترويج في الاسواق الخارجية وتتدعم مداخيل الباعثين .
وبلغ انتاج زيت الزيتون البيولوجي خلال الموسم الحالي 2500 طن من الزيتون وهي كمية ضعيفة مقارنة بالموسم الفارط وهي تعادل 500 طن من زيت الزيتون البيولوجي وحوالي ألفي متر مكعب من مادة المرجين مقابل 14 ألف طن من الزيتون البيولوجي خلال الموسم 2019-2020 أي ما يعادل 2800 طن من الزيت البيولوجي، و8 آلاف م3 من المرجين ونسبة كبيرة منها وقع رشها في غابات الزياتين البيولوجية.
وتعمل المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير على أن تتجاوز مساحات غابات الزياتين البيولوجي بالجهة 10 آلاف هك خاصة في المناطق الداخلية بولاية المنستير بكلّ من معتمديات زرمدين وبني حسان وجمال والوردانين والمكنين إذ لها قابلية كبيرة لتطوير مثل هذه مساحات باعتبارها بعيدة عن المناطق الساحلية التي تكون فيها رطوبة وبالتالي إمكانية كبيرة للإصابة بالأمراض بالإضافة إلى أنّ غايات الزياتين بالجهة بيولوجية في حدّ ذاتها إذ أنّ استعمال المواد الكيميائية والمداواة تقريبا غائبة تماما أي أنّ إمكانية تحويلها إلى أراض بيولوجية تكون بسهولة حسب رئيس قسم الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير.
وسمح توسع مساحات الزيتون البيولوجي بالجهة بتطوير البنية التحتية ذات العلاقة من ذلك أنّ العدد الجملي لوحدات التحويل اليوم بلغ 22 معصرة عصرية مسترسلة لتحويل الزيتون البيولوجي بطاقة تحويل جملية يومية 1647 طن من الزيتون البيولوجي، وان هناك طاقة خزن كبيرة في حدود 10 آلاف طن من الزيت البيولوجي وهي مسألة هامّة لتعديل السوق ومواصلة العمل خلال المواسم الموالية. وتوجد حاليا 12 وحدة تعليب بيولوجية بطاقة تعليب جملية في حدود 12 ألف و700 لتر في الساعة.
وبعثت إحدى الشركات المنتصبة بولاية المنستير خلال السنوات الأخيرة أوّل مخبر معتمد يجري التحاليل الكيمائية حول مادة « الافتلات » بزيت الزيتون اضافة الى أنّ هناك بعض الشركات الأخرى بالجهة تعمل على بعث مخابر خاصة بها لتسهيل عملية التحاليل وللتقليل من كلفتها إذ أنّ العديد من التحاليل وخاصة التحاليل الكميائية يقع إجراؤها في الخارج حسب الوهيبي.
وتشتغل العديد من الشركات بولاية المنستير على تثمين المنتوج من زيت الزيتون البيولوجي من ذلك الحصول على علامة الزيت الزيتون البيولوجي، وعلى معايير السلامة الصحية للمنتجات الصحية كسلامة المنتجات وسلامة عمليات تعبئتها وتغليفها وتخزينها وتوزيعها « .
وقد طوّر المستثمرون بالجهة نوعية الزيت وهو ما ادى الى وصول عدد انواع الزيت يصل الى 10 أنواع من ذلك زيت الزيتون بالثوم، وبالفلفل، وبالحبق وغيره وهو ما يسهل عملية ترويجه حسب متطلبات السوق الخارجية.
وتحصلت سنة 2019 إحدى الشركات المنتصبة بمعتمدية زرمدين بولاية المنستير على 6 ميداليات منها واحدة ذهبية وأخرى فضية بالمهرجان الدولي للزيتونة بصفاقس، و3 ميداليات فضية لزيت الزيتون البكر الممتاز البيولوجي في مناظرات دولية باليابان ولندن ونيوبورك ، وميدالية برونزية في المناظرة الوطنية للمنتجات المحلية بالنسبة إلى زيت بنكهة الثوم. وحصدت خلال ذات السنة شركة منتصبة بمعتمدية جمال على ميدالية ذهبية وشهادة تميز لزيت الزيتون البكر الممتاز في المناظرة الوطنية للمنتجات المحلية، ومعصرة منتصبة بمعتمدية المكنين على الجائزة الوطنية لأحسن زيت زيتون معلب لسنة 2019.
ويبيّن محمّد الوهيبي أهمية « تنويع المنتوج والأسواق والبحث عن أسواق جديدة كي لا نظل مرتبطين بأسواق محددة » وهناك من الجهة من يصدر نحو السوق الأمريكية، والخليج وأفريقيا.
المصدر :إذاعة المنستير