تدعمت البنية التحتية للمجال العلمي والبيئي بولاية المنستير، أمس الثلاثاء، بتدشين المركز المتوسطي للتدريب البيئي الذي أنجزته جمعية “أزرقنا الكبير” بفاليز المنستير بكلفة فاقت 700 ألف دينار، وفق ما أفاد به نائب رئيس جمعية “أزرقنا الكبير”، أحمد السوقي، في تصريح لـ”وات”.
وشُيّد المركز بطرق إيكولوجية، استُعملت فيها مادتا الخشب والحديد، إلى جانب العازل الحراري والعازل الطاقي، والطاقة الشمسية، مع الحرص على المحافظة على الماء من خلال إعادة استعمال المياه الرمادية المستعملة في غسل الأيادي، وتجميع مياه الأمطار في خزان، فضلا عن تركيز حنفيات ايكولوجية تشتغل بلاقط للحرارة، حسب ذات المصدر.
وتشمل مكوّنات هذا المركز متحفا للبيئة البحرية، ومسبحا للسلاحف، ومركزا أوليا لرعاية السلاحف البحرية، وقاعة متعددة الاختصاصات، ومكاتب للجمعية، ومخزن للمعدّات، ومحل ايكولوجي مخصص لتسويق مواد تستخرجها جمعية “أزرقنا الكبير” من البحر كـ”الدرينة” (سلال بلاستيكية تستخدم في الصيد وتقبع كمية كبيرة منها بقاع البحر بخليج المنستير)، التي تتولى الجمعية تنظيفها وتزويد جمعيات ذوي الاحتياجات الخصوصية بها أين يقع تثمينها على شكل هدايا يمكن للجمعيات بيعها.
وفي هذا السياق، تستعد جمعية “أزرقنا الكبير” لتنظيم يوم مفتوح في غضون شهر من الآن بمشاركة كلّ الجمعيات التي تهتم بذوي الحاجيات الخصوصية بولاية المنستير لعرض منتوجاتهم، وبيعها حسب السوقي.
ويتضمن المتحف البيئي “الحبيب جعفر” بالمركز المتوسطي للتدريب البيئي معلقات حول أعشاب البوزيدونا، والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض، علاوة على نماذج من صدف الحلزون البحري، وقوقعة لسلحفاة بحرية من نوع “كاريتا كاريتا”، ونماذج من أعشاب البوزيدونيا، واسفنج البحر، ونجمة البحر وغيرها، إلى جانب نماذج من لدائن تآكلت نتيجة تواجدها في قاع البحر، حسب رئيس فرع الشبان بجمعية “أزرقنا الكبير” أحمد حلارة.
من جانبه، أفاد رئيس جمعية “أزرقنا الكبير”، أحمد غديرة، أنّ الجمعية تسعى عبر هذا المركز التدريبي إلى تقاسم خبراتها وتجاربها مع الجمعيات بتونس وشمال افريقيا، لاسيما أن منظمات شمال البحر الأبيض المتوسط “طوّرت من قدراتها وطرق حمايتها غير أنّها تناست بأننا نتقاسم نفس البيئة البحرية “، وفق تعبيره
وأوضح أنّ الجمعية ترغب حاليا في بناء خطوة جديدة للعمل المشترك بين جميع المنظمات والجمعيات، وأنّ هناك لبنة لتأسيس مبادرة شمال افريقية للمحافظة على البيئة البحرية.
من جهته، اعتبر والي المنستير، منذر بن سيك علي، في تصريح لـ”وات”، على هامش تدشين المركز الذي أنجز على قطعة أرض وضعتها بلدية المنستير على ذمة جمعية “أزرقنا الكبير”، أنّ هذا المركز سيكون منارة لتطوير الكفاءات التونسية وعملها في مجال البيئة البحرية، ولنشر الثقافة البيئية لدى العموم لتصبح مستقبلا ثقافة حياة، وفق تصوّره.