أكد وزير التربية فتحي السلاوتي، صباح اليوم السبت، أن التفاوت والتباين على مستوى النتائج المدرسية بين جهة واخرى، لا يمكن القبول به في تونس التي راهنت منذ الاستقلال على التعليم ونجاحاته التي خفتت في السنوات الأخيرة في غياب مبدأي المساواة وتكافؤ الفرص.
وقال خلال اشرافه على فعاليات الندوة الوطنية لتحسين مكتسبات المتعلمين : نحو مقاربة تربوية فارقية التي احتضنها المعهد العالي للدراسات التكنولوجية، “إن الوضع الذي بلغته المنظومة التربوية اليوم وما يشوبه من هنّات يجب معالجتها” مؤكّدا أنّ كفاءات واطارات الوزارة على المستويين الوطني والجهوي قادرون على رفع التحدي واعادة اشعاع المنظومة التربوية العمومية.
وذكّر الوزير بالضعف الواضح على مستوى التحصيل المدرسي في اللغات والعلوم وضعف جاذبية المدرسة وبانعدام المواعيد الاجبارية لتقييم التلميذ منذ بداية المشوار الدراسي إلى مستوى الباكالوريا، وهو ما اعتبره خطأ فيه المنظومة التي أخرجت تونس من التصنيفات العالمية منذ 2015 فضلا عن التاخير على المستوى الدراسي بثلاث سنوات مقارنة بالمعدلات الدولية وتزايد عدد المنقطعين عن الدراسة وهي مسالة يجب ان ننكب على معالجتها مبرزا تدني المكتسبات التعليمية عند التلاميذ والتحصيل الهزيل في النتائج.
اما على مستوى التشخيص وضرورة الاسراع بالاصلاح بناء على ما تتوفر عليه الوزارة من معطيات وأرقام ثابتة، قال الوزير إن الوزارة تحركت وداعيا إلى ضرورة مراعاة خصوصيات كل جهة للاصلاح ومبادراتها بدعم من الوزارة التى تعمل على الدعم والتشجيع محليا وجهويا.
وثمن في هذا السياق مشروع الجهة لتحسين وضع المدرسة العمومية الذي تم عرضه بالمناسبة وشجع الساهرين عليه مؤكدا وعي الوزارة بمبدأي المساواة وتكافؤ الفرص الذي بدا يختل معتبرا أن التجاذبات والوضع العام في تونس أّثر سلبا على الحياة المدرسية التي اصبحت صعبة وقد حرصت الوزارة رغم ذلك على ان تبقى المدرسة مفتوحة وان عودة الدروس الى سالف نظامها قبل كوفيد-19 يبقى مرتبطا براي اللجنة العلمية وبالتشاور مع الشريك الاجتماعي.
وقد تضمن جدول اعمال هذه الندوة التي حضرها ممثلو تسع ولايات داخلية خمس مداخلات علمية قدمها عدد من المديرين العامين بالوزارة والمتفقدين في التعليم الابتدائي والثانوي وشفعت بحوار مفتوح بين الوزير والمربين والاطارات البيداغوجية والتربوية الحاضرين طرحت اهتماماتهم المهنية وجملة من مشاغل القطاع ولا سيما استقرار الاطار التربوي وتعزيز المؤسسات التربوية بالامكانيات الضرورية.
وكان وزير التربية قد حضر في مستهل زيارته صباح اليوم تحية العلم في معهد الرقبة جنوب مدينة تطاوين ثم تحول الى المدرسة الابتدائية ابو القاسم الشابي حيث عاين ظروف العمل فيها بعد ان زار المركز الجهوي للتلقيح ضد فيروس كورونا وعاين الاستعدادات الجارية لاجراء التطعيم بداية من اليوم.
وات