بحث سبل التصرف الأمثل في جزر قوريا بطريقة علمية و تشاركية لحمايتها و المحافظة على طابعها البيئي و الايكولوجي و تثمينها سياحيا و علميا حتى تكون قبلة للسياح الأجانب و للبحث العلمي و ذلك من خلال الإسراع بتنفيذ المشاريع المبرمجة لحمايتها و لأدراجها كمحمية بيئة فضلا عن اصدار كراش شروط منظم لإسناد تراخيص اشغال وقتي للملك العمومي البحري لفائدة المهنين أصحاب السفن الناقلة للسياح وفقا للشروط المعمول بها مع التنصيص على جانب السلامة المهنية و على الجانب البيئي، تلك هي اهم القرارات و المقترحات التي تم الاتفاق عليها خلال جلسة العمل التي ثمّن خلالها المتدخلون دور مختلف الأطراف المتداخلة و خاصة المبادرات من وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي و جمعية ازرقنا الكبير البيئية لحمايتها و للمحافظة على نظافتها.
و قد اشرف السيد طارق البكوش المعتمد الأول صباح اليوم الخميس 25 أكتوبر 2018 بمقر الولاية على جلسة عمل حضرها السيد نبيل حميدة معتمد المنستير و ممثلي مختلف الإدارات و المصالح المعنية من منطقة الحرس البحري و الحماية المدنية و الجهة البحرية التجارية و وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي و ممثلي المصالحة البيئية و السياحة و الجيش البحري و أملاك الدولة و الشؤون العقارية و بلدية المنستير و ممثلي جمعية ازرقنا الكبير، خصصت للاطلاع على الطابع البيئي و الايكولوجي بجزر قوريا بسواحل المنستير و متابعة المشاريع المزمع تنفيذها لحمايتها و لتثمين دورها في تنمية القطاع السياحي.
و قدّم جمال جريجر رئيس وحدة التصرف في المحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا عرضا بيّن من خلاله التنوع البيئي و الايكولوجي لجزر قوريا التي تبعد حوالي 18 كلم على سواحل مدينة المنستير و التي تزخر بثراء بيئي و بحري لا سيما تعشيش السلاحف البحرية من نوع “كاريتا كاريتا .. Caretta Caretta ” المهددة بالانقراض و محطة هامة للطيور المهاجرة.
و اكد رئيس وحدة التصرف على أهمية جزر قوريا البيئي و الايكولوجي فضلا عن كونها نقطة مراقبة للملاحة البحرية و للحدود البحرية من طرف جيش البحر و الحرس البحري الذي يعمل على تامين سواحل المنستير.
و تعمل وحدة التصرف في المحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا المحدثة في جانفي 2017 بوكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي و المكلفة بالتصرف و بحماية جزر قوريا المزمع اعدادها كمحمية بحرية و ساحلية، بالتعاون و الشراكة مع جمعية ازرقنا الكبير، حيث تم ابرام عدة اتفاقيات شراكة بينهما و بين ممولين دوليين لتنفيذ عدة مشاريع بيئية لحماية جزيرتي قوريا الصغرى 70 هك و قوريا الكبرى 270 هك فضلا عن حماية محيطهما على مساحة 15000 هك.
و قد تم في مرحلة أولى لحماية جزر قوريا، لاحداث مركز للدراسة و التكوين حول السلاحف الحرية في انتظار تنفيذ مشروع دراسة الخرائط البحرية بكلفة 300 الف دينار و مشروع دعم التصرف في المحمية البحرية بجزر قوريا بكلفة تناهز 600 الف دينار ممولين ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة و على امتداد سنوات 2018 و 2019 و 2020.
و من جهته قدّم احمد السوقي رئيس جمعية ازرقنا الكبير البيئية بمدينة المنستير ،عرضا حول اهم ما قامت به جمعية ازرقنا الكبير في جزر قوريا من دور تحسيسي الذي يناهز سنويا تحسيس حوالي 5000 مواطن حول المحافظة على البيئة و من بينهم 33 % حول أهمية المحافظة على جزر قوريا التي سجّلت هذه السنة 46 عشا لسلاحف بحرية وهو رقما قياسيا منذ حوالي 20 سنة.
كما تناولت جلسة العمل متابعة وضعية السفينة الجانحة بجزر قوريا حيث تم التأكيد على انه سيتم قريبا الإعلان على طلب عروض للتفويت و لانتشال السفينة الجانحة.
و نذكر فان سفينة تجارية عملاقة من جنسية نيجيرية يناهز طولها 132 مترا و عرضها 18 مترا و عمقها 9 امتار و عمرها 42 سنة و وزنها حوالي 3500 طن جنحت بسواحل جزيرة قوريا من ولاية المنستير و علقت بالصخور يوم 10 ديسمبر 2014 بعد ان انقطع وثاق الجر اثناء عملية جرها من قبل سفينة إيطالية من دولة غانا في اتجاه تركيا.
و سعيا للمحافظة على سلامة و نظافة المحيط و الطابع البيئي و الايكولوجي لجزر قوريا تعمل السلطات الجهوية جاهدة لإيجاد حلول لانتشالها و رفع حطامها من عرض البحر في اقرب الآجال.
المصدر الصفحة الرسمية لولاية المنستير