كارثة بأتمّ معنى الكلمة ما تعيشه سواحل المهدية ورجيش وسلقطة بعد إعادة تركيز الأقفاص العائمة لتربية سمك التن، وما نتج عنها من تعكير لصفو المصطافين في هذه الشواطئ بروائح كريهة جدّا ناجمة عن أسماك التن النافقة المتأتية من الأقفاص العائمة بعد رميها في البحر وخروجها إلى الشاطئ.
أقفاص الموت: تأتي عملية تربية الأحياء المائية ضمن استراتيجية واضحة تعتمدها بعض الدول لدفع عجلة الاقتصاد وتأمين الإكتفاء الغذائي، مع ما تشهده من رقابة صارمة لا مجال فيها لمخالفة التشاريع أو التراتيب المعمول بها، ولا أدلّ على ذلك ممّا أقدمت عليه دولة مالطة في الآونة الأخيرة بطرد كل المستثمرين في هذا المجال من مياهها الساحلية نتيجة للتأثيرات البيئية السلبية التي خلّفتها أقفاص تربية أسماك التن، حسب دراسات نبّهت إلى خطورة هذه الأقفاص..
تونس الملاذ والحضن: تعتبر تونس ملاذا للشركات الأجنبية والمحلية المستثمرة في مجال تربية الأحياء المائية عبر شريط ساحلي يتوفّر على المرعى خاصة في سواحل المنستير و المهدية و سلقطة التي جعلت منها الشركات المطرودة من دول أخرى منصّة لنصب عشرات الأقفاص العائمة لتربية سمك ” التن ” دون ضمانات صحيّة مكفولة بمراقبة مستمرة من اللجان المختصة في وزارة الفلاحية والصيد البحري، أو على الأقل هذا ما نستنتجه مع تواصل وتزايد عملية اتلاف أسماك التن النافقة في البحر و التي ينتهي بها المطاف غالبا على الشواطئ مرفوقة بروائح ما أنزل الله بها من سلطان، لتقوم البلدية بتسخير معداتها البشرية والميكانيكية لرفع هذه الأسماك ودفتها في مكان بعيد مع ما تستنزفه العملية من طاقة و أموال كان من الأجدر استثمارها في أمور أخرى تعود بالنفع على المواطن و على البلدية التي لا تنتفع بشيء مقابل انتشار هذه الأقفاص التي تعود بالأموال وتضخّ المليارات في جيوب مستثمرين همّهم الوحيد جمع المال ولو كان ذلك على حساب النظام البيئي و المراعي البحرية التي تأثّرت أيّما تأثّر بهذه الأقفاص وما تفرزه من مخلفات كفيلة بتصحّر البحر.
المصدر : راديو المهدية